الحوادث

تشييع جنازة مهندسة وطفلها بالفيوم بعد مصرعهما في حريق خط غاز أكتوبر

في مشهد مهيب خيّم عليه الحزن والبكاء، ودّع المئات من أهالي قرية دار السلام التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، جثمان المهندسة “إسراء. أ. م” (27 عامًا) وطفلها “تميم. ع. أ” (3 أعوام)، اللذين راحا ضحية الحريق الهائل الناتج عن انفجار خط غاز بمدينة السادس من أكتوبر.

القرية الصغيرة تحوّلت إلى ساحة عزاء كبيرة، واصطف الأهالي على مداخلها في انتظار الجثمانين، بينما تعالت أصوات النحيب فور ظهورهما محمولين على الأكتاف. الآلاف شاركوا في صلاة الجنازة، قبل أن يُوارى الجثمانان الثرى في مقابر العائلة وسط مشاعر من الصدمة والحزن.

الأم تحتضن طفلها في لحظات الفزع

روى أحد جيران أسرة الضحية تفاصيل اللحظات الأخيرة، مشيرًا إلى أن إسراء كانت في طريقها إلى منزل أسرتها بالقرية، قادمة من مدينة 6 أكتوبر حيث تقيم مع زوجها وأبنائها. كانت تستقل سيارة تتبع إحدى شركات النقل، وبينما تمر بجوار موقع الحفر، اشتعلت النيران فجأة في السيارة إثر تسرب الغاز.

وسط الفوضى والنار، لم تفكر الأم إلا في طفلها، فاحتضنته محاولة حمايته بجسدها من النيران، لكن اللهب لم يترك لهما فرصة للنجاة. عُثر عليهما بعد الحريق متفحمَين، والطفل بين ذراعي والدته، في مشهد أبكى الجميع.

تفاصيل الحادث الأليم

وكان الحادث قد وقع نتيجة كسر مفاجئ في خط الغاز الطبيعي أثناء أعمال الحفر، مما أدى إلى تسرب الغاز واشتعاله عند تعرضه لمصدر حراري. الحريق التهم 9 سيارات كانت في موقع الانفجار، وأسفر عن إصابة 20 شخصًا، بينهم مارة وعمال، بالإضافة إلى مصرع 3 أشخاص، بينهم إسراء وطفلها.

جهود الإنقاذ والسيطرة

تدخلت 10 سيارات إسعاف لنقل المصابين والضحايا، إلى جانب 7 سيارات إطفاء تم الدفع بها للسيطرة على النيران. كما تم إغلاق المنطقة المحيطة وتحويل حركة المرور، بالتعاون مع الجهات المعنية، لحين الانتهاء من التعامل مع آثار الحادث.

صدمة مجتمعية وذكرى مؤلمة

لا تزال مشاعر الصدمة تخيّم على أهالي دار السلام، الذين لم يصدقوا أن الفتاة الطيبة، المعروفة بحُسن الخُلق، وابنها البريء، قد غادرا الحياة بهذه الطريقة المفجعة. قصة الأم التي احترقت وهي تحتضن طفلها لن تُمحى من ذاكرة أهل القرية لسنوات طويلة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى